أهو للانباء/طالب الموسوي
*** في احد احياء مدينة الناصرية يقوم ابو تقوى البالغ من العمر 60 عاما بممارسة صنع "الحلقوم" في غرفة صممها بحديقة المنزل وهي مهنته التى تعلمها منذ 40 عاما عندما كان يعمل باحد مصانع المحافظة في العام 1978،من اجل معيشة عائلته المكونه من ستة نسمات بمساعدة ولده الاكبر الذي يقوم بنقل الحلوى الى الاشخاص الراغبين بالشراء.
#يقول ابو تقوى" اني اعشق هذه المهنة التي تعلمتها منذ قرون مضت كي استطيع توفير المعيشة لاطفالي ،ودفع مستحقات الدراسة لهم حيث انهض مبكرا لتهيئة المواد اللازمة لصناعة الحلقوم من السكر ومادة النشا والجلاتين. بمساعدة ولدي وتهيئة الكميات اللازمة لهذا النوع من الحلوى المحلية.
#كيفية صناعة الحلقوم المحلي
***ويضيف ابو تقوى ان صناعة الحلقوم تتكون من السكر والنشا وجيلاتين ونقوم باضافة 25 كغم من السكر و5 كيلو من النشا اضافة الى 400 غرام من مادة الجلاتين،حبث نقوم باضافة كمية الماء في قدور مصنوعه كبيرة مصنوعه لهذا الغرض وتعمل اوتوماتيكيا ثم نضعه بوعاء اخر على النار كي يتم مزجه مع كمية السكر حتى يذوب جيداً مع اضافة مادة النشا للخليط اضافة الى بعض المكونات الاخرى مثل الليمون لاعطائه نكهة ثم نضيف اليه كمية الجيلاتين و نقوم بتحركيك المكونات جيداً حتى يصبح قوام الخليط متماسكاً. بعد الانتهاء نقوم بوضع الخليط على طاولة كبيرة وناعمة ونترك الخليط حتى يبرد نقوم بعد ذلك بتقطيعه على شكل مربعات صغيره.
#ارتفاع سعر السكر دفع الكثيرون بالعزوف عن المهنة
***يقول ابو يقين ان لدي عائلة مكونة من خمسة اطفال وجميعهم في المدارس ولاتوجد لدي اية وظيفة اخرى سوى هذه المهنة التي تزداد اسعار مكوناتها يوما بعد اخر فمثلا كنا نبيع كيلو الحلقوم بالف دينار والان اصبحنا نبيعه بالفي دينار بسبب ارتفاع سعر كيس السكر ،مبينا ان العدد ممن يمتهنون صناعة الحلقوم تركوا هذه المهنة بسبب ارتفاع اسعار المواد ونطالب من خلالكم المسؤولين في الحكومة تخفيض اسعار مادة السكر وهي المادة الرئيسية في معظم الصناعات كي نتمكن من مواصلة عملنا واستمرار هذه المهنة المحلية كما هي عليها الان.
# الحلقوم مجانا لأبناء المنطقة
***نحن نشارك ابناء المنطقة افراحهم وتقديم هذه الحلوى مجانا بالاضافة الى انني واولادي نقوم سنويا وبمشاركة ابناء المدينة بتوزيع الحلوى على زائري اربعينية الامام الحسين عليه السلام وعلى مدى فترة مرورهم بمدينة الناصرية والتي تصل الى سبعة ايام ،مبينا ان بيع هذه المادة على اشخاص بعيهم وهو متواصلون معنا يوميا ،لافتا الى ان الحلقوم المحلي يضاهي الحلقوم المستورد من حيث النوعية ومع ذلك يباع بنفس سعر المستورد مشيرا الى ان هذه المادة ازدهرت بين العام 1991 لغاية العام 2010 حيث كان الانتاج يصل الى طن فيما شهد العام 2010 لفاية اليوم يصل الانتاج مابين 1000 الى 1500 كيلو فقط بسبب الحلقوم المستورد من الخارج اضافة الى الانواع الاخرى التي مقوم بصناعتها مثل "من السما "و"الحلاوه الشعرية".
ويعتبر الحلقوم من الحلويات المشهورة والشعبية وهي حلى تركية الأصل، وكان أول صنع لها في العام 1777م، وأمّا عن تسميتها في تركيا فهي اللوكوم، في حين أنّ العرب هم من أطلقوا عليها تسمية الحلقوم،. لاقى الحلقوم شعبيّة كبيرة بين الناس منذ سنين، وما زال إلى يومنا هذا، بعد أن كان في السابق من الحلى الخاصّة بالملوك والسلاطين العثمانين، وقد كانت تصنع في السابق من العسل والدبس، إلّا أنّها أصبحت تُعدّ اليوم بطريقة مختلفة كي تكون في متناول كلّ الفئات ، فصارت تُحضّر من مكونات أخرى أرخص ثمناً، وذات طعم طيّب أيضا.
