كتبت نــاديـــة القيـسي / بغداد
#أتساءل أحيانا ..
كيف سيبدو العمر بعد أمهاتنا ؟
بالأحرى
الامهات الامهات أختفين
البعض منهن رحلن او مرضن او هدتهن السنوات
والباقي من الأمهات لم يعد كافيا لينضبط ايقاع الحياة !
الامهات الحاليات لايعرفن الزرع ولا الحصاد ولا الحكمة
الامهات الحاليات بحاجة الى أمهات ..
الى الأمهات الحكيمات ..
الى الامهات الطيبات ..
اللواتي كانوا يقنعنون كتيبة عسكرية بمنطقهن وحلاوة لسانهن واذا عجزن يذرفن الدموع حرى فيستجيب لهن الصخر !
أين توارين ؟
الامهات اللواتي كانوا ينتظرون ابنائهن العائدين من الحرب في الكراجات
ولم تستطع فرق القوات الخاصة بكل عدتها من اعادتهن الى البيت...
الام التي كانت تنتظر ابنها خلف النافذة بعد منتصف الليل .. لتقفز تعد له العشاء .. ولايغمض لها جفن الا بعد ان تغطيه بدعاؤها..
الام التي دارت رحى الحرب في قلبها ووجدانها
الام الحقيقية
المدبرة الصابرة المنحنية على المحبة فجرا وليلا ونهارا..
قنديل البيت ورحمته وبركته
ايتها الام ..
كوني طيفا ..كوني حلما
وافرشي عبائتك المقدسة على وحشية هذا الواقع ليعود طيبا دافئا كما كان !
حفظ الله أمي .. وامهاتكم جميعا ورحم من غادر منهن برحمته التي وسعت كل شيء.