بقلم الاعلامي || ضياء الديراوي
في سنوات الماضية، كان ظني أن مصاصي الدم وآكلي لحوم البشر لا وجود لهم سوى في الروايات وأفلام الرعب
على ذات نسق قصة دراكولا مصاص الدماء التي استوحاها الروائي الإنجليزي برام ستوكر من شخصية فلاد الثالث
للأسف أن المتدبر في أمر الواقع الحالي سوف يكتشف وبسهولة أنهم موجودون وبكثرة، غير أنهم أشد جرما وقسوة، لأنهم يتجرعون دماء فقراء العراقيين ويتلذذون في تعذيبهم وأكل لحومهم أحياء، وفي العلن، ودون أدنى تحرك لردعهم
فلا أعتقد أن هناك مسمى يمكن أن يطلق على بعض التجار ومكاتب وجميعات التي تعمل بربا ، سوى أنهم مصاصي دماء، ويجمعون ثروات على حساب الفقراء.. ولا يوجد وصف من الممكن أن يطلق على جمعيات ومكاتب القروض المنتشرة التي تعمل بربا بفوائد تصل لـ100% سوى أنهم مصاصي الدماء
ولعل ما يدعو للحسره أن ما يقوم به هؤلاء من جرم، أنه يأتي في توقيت انخفضه فيه دخل المواطنين العراقيين بعد أن ارتفع سعر الدولار مما أدى بالتبعية إلى زيادة حجم البطالة و ارتفاع أسعار كافة السلع بمعدلات قياسية كبيرة ،
لقد سئل الإمام على بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم: من أحقر الناس؟، فقال: "من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم"، غير أنني أرى أن وصف الإمام - عليه السلام - لتلك الفئة كان لطيفا للغاية، ولو قدر له أن يكون بيننا الآن لوصفهم بما هو أشد من الحقارة، لا لشيء سوى أن الواقع تخطى الجوع، ووصل إلى مص دماء فقراء العراقيين والتلذذ بأكل لحومهم أحياء.