بسمه تعالى
قال تعالى :{ قُل لَّئنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰۤ أَن یَأۡتُوا۟ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا یَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضࣲ ظَهِیرࣰا }[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٨٨]
لا زال أعداء القرآن يسعون بكل جهودهم المبتورة للنيل من الإسلام ونبيه صلى الله عليه وآله خصوصا معجزته الخالدة القرآن الكريم الذي ما فتأ يؤرق مضاجعهم لكونه دستور السماء لأهل الأرض والحاوي لجميع ما يحتاج اليه الإنسان في دينه ودنياه وآخرته وهو المربي والهادي الذي فيه حياة الإنسان الحقيقية .
{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ یَهۡدِی لِلَّتِی هِیَ أَقۡوَمُ وَیُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَبِیرࣰا }[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٩]
وفي الوقت الذي عجز أهل الكفر والضلال عن النيل من القرآن الكريم بعد ان اثبتت الايام شموخه وعلياءه وصيانته ومعجزته في كل الميادين العلمية واللغوية والاجتماعية والنفسية وغير ذلك فان هؤلاء التجأوا الى التجاوز على المصحف الشريف_ الذي هو الوجود الكتبي للقرآن الكريم_ من خلال حرقة وتوهينه ، كل ذلك بتغطية من بعض الحكومات الأوربية تحت ذريعة حرية الرأي. متناسين ان حرية الرأي لا تبرر اهانة مقدسات الاخرين فإن في ذلك اهانة لهم وتجاوزاً على كرامتهم ، مضافا لكونها تثير الضغائن والعداوة وتنمي التطرف وردات الفعل العاطفية من قبل اتباع تلك المقدسات.
ان هذا التصرف وهذه الحماية من قبل تلك الحكومات تدل على جهل كامل وسياسة غير حكيمة في التعامل مع هكذا قضايا لأنها سوف تتسبب بالاخلال بالأمن والسلم الأهلي بل والسلم العالمي ، وقد اثبتت التجارب صدق ذلك واثره فيما مضى { فاعتبروا يا أولي الأبصار }.
إننا ندين بأشد العبارات هذا التصرف الاهوج الهمجي البعيد عن التحضر والثقافة والوعي والحكمة ، ونطالب جميع الحكومات الإسلامية إتخاذ مواقف جادة لمعاقبة اي حكومة تساند او تحمي من تسول له نفسه إهانة المقدسات الإسلامية.
{ یُرِیدُونَ أَن یُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ }[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٣٢].
السيد فاضل الموسوي الجابري
مكة المكرمة ١٢ ذو الحجة ١٤٤٤