دعا مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، الامتين العربية والإسلامية للتصدي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، معتبرًا اقتحام مصلى باب الرحمة والمرواني في الأقصى، أنه "يهدف إلى تهويده والاستيلاء عليه مع المدينة المقدسة كاملةً".
وقال مفتي القدس، حسين، لـ"وكالة آهو للأنباء"، اليوم الأربعاء، إن "اقتحامات مجموعات كبيرة من المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، تتم في العادة من باب المغاربة وهو أحد أبواب المسجد"، مشيرًا إلى أن المقتحمين ينفذوا طقوسًا دينية استفزازية للمصلين من المسلمين.
وأضاف أن هذه الاقتحامات تُمثل اعتداءً على حرمة المسجد واستباحة لمشاعر المسلمين في الأقصى الذي يحاط من حوله سور تبلغ مساحته بنحو 144 دونم، مؤكدًا أن هذا العدوان المتصاعد مرفوض ومدان من المسلمين.
وأوضح أن حكومات الاحتلال المتعاقبة ومنذ احتلال القدس وفلسطين بالكامل عام 1967م، تضع مخططات استعمارية بهدف جعل مدينة القدس، ذات صبغة يهودية وصولاً إلى ما يطلقون عليه "مدينة القدس الكبرى"، والتي تبلغ مساحتها عشرة بالمئة من الأرض في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وأشار مفتي القدس، إلى أبرز تلك المخططات التي تتبنها حكومات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية التي وصفها بـ"المتطرفة"، مثل نشاطات الحفريات التي تتم أسفل المدينة، ومزاعم وجود الهيكل فيها، إضافة إلى بناء قبور وهمية بدعوى وجود موتى يهود فيها.
وتابع: "نراهن على الشعب الفلسطيني، الصابر والمرابط الذي يقاتل بشرف وسيبقى مرابطاً في الأقصى والمدينة المقدسة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية وصّد اقتحامات المستوطنين وإفشال المخططات الاستعمارية التهويدية".
وشدّد حسين، على ضرورة بذل الأمتين العربية والإسلامية بأقصى جهد في تسخير كل الطاقات والامكانات لوقف ومنع كل الاعتداءات والاقتحامات لحماية الأقصى.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأول من عيد الاضحى المبارك، اقتحم عشرات الجنود من جيش الاحتلال مصلى باب الرحمة، وأغلقت أبوابه.
جاء هذا الاقتحام بعد تقدّم سلطات الاحتلال، أمس الثلاثاء، في يوم وقفة عرفة، بطلب إلى محكمة "الصلح الاسرائيلي" يقضي بتمديد إغلاق مصلى "باب الرحمة”، بزعم تشكيله نقطة استراتيجية للمرابطين.
واعتدت القوات المقتحمة على المصلى وأحدث فيه خرابًا، كما واعتقلت 18 فلسطينيًا من الأقصى ومحيطه عقب انتهاء صلاة عيد الاضحى.
وتتعمد القوات الإسرائيلية، التضييق وتشديد الإجراءات القمعية على المصلين داخل مصلى باب الرحمة، وتكثف من اقتحاماتها له التي يتخللها اعتداءات واعتقالات.
وتتصاعد اقتحامات المستوطنين واعتداءات قوات الاحتلال المدججة بالسلاح على المسجد الأقصى والمرابطين فيه وعلى الأهالي في المدينة المقدسة، وذلك بدعم وتحريض من حكومة الاحتلال التي يرأسها بنيامين نتنياهو ومن وزير ما يسمى بـ"الأمن القومي الإسرائيلي" إيتمار بن غفير.
وإثر ذلك، تندلع مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال، وتسفر عن ارتقاء شهداء ووقوع إصابات وتدمير ممتلكات المواطنين، إضافة إلى دمار في المقدسات.
يشار إلى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أعلنت اليوم، أن قرابة 100 ألف فلسطيني أدوا صلاة عيد الاضحى في المسجد الأقصى.